Recent Posts

التحدث مع الذات .. "القاتل الصامت"

هل تسمع أحيانا صوتا يأتيك من داخلك كما لو أن هناك شخص يتحدث إليك؟ هل حدث أنك أردت الاستيقاظ مبكرا لكي تنهي تقريرا أو تقوم بعمل شيء مهم وس... thumbnail 1 summary


هل تسمع أحيانا صوتا يأتيك من داخلك كما لو أن هناك شخص يتحدث إليك؟

هل حدث أنك أردت الاستيقاظ مبكرا لكي تنهي تقريرا أو تقوم بعمل شيء مهم وسمعت صوتين من داخلك... أحدهما يحثك على النهوض والآخر يشجعك على أن تظل راقدا في سريرك مع الدفء والراحة؟ ... ترى أي الصوتين كان الفائز؟

هل تذكر مرة كان من المفروض أن تذهب فيهل لمزاولة تمرينك الرياضي ولكنك سمعت صوتا يناديك من داخلك ويحثك على البقاء في المنزل ومشاهدة التلفاز والتهام قطعة مغرية من الحلويات؟

دعني أسألك... هل تتحدث مع نفسك أحيانا؟

كلنا كائنات تتكلم وتفكر وهذا لن يتوقف طالما نحن أحياء...

هل تتحدث إلى نفسك بصوت مرتفع؟

تخيل أنك في مناقشة حادة مع رئيسك في العمل وكنت تقول في نفسك "هذا شخص غبي وأنا أكرهه"... أو تخيل لو أن شخصا ركز نظره عليك بينما أنت تتحدث مع نفسك بصوت مرتفع؟... قطعا ذلك الشخص سيظن أنك غير متزن عقليا!!!

ربما تكون مررت بتجربة سلبية سببت لك إحساسا سيئا ومن وقت لآخر تسمع صوتا يذكرك بتلك التجربة ويعيد عليك نفس الإحساس السيء.

أو ما رأيك في تجربة لم تحدث بعد؟... فبالرغم أن هذه التجربة من الممكن أن تحدث في المستقبل فقط إلا أنك تفكر وتشعر مقدما بالضيق من نتائجها المنتظرة قئلا في نفسك "لماذا أنتظر حتى أمر بالتجربة؟... أعتقد أنه من الأفضل أن أشعر بالهموم من الآن"!!

دعني أسألك

لو أن رئيسك في العمل طلب منك في بداية الأسبوع مقابلته في مكتبه يوم الخميس الساعة التاسعة صباحا, فماذا سيخطر في بالك؟...

طبعا ستسأل نفسك العديد من الأسئلة مثل:"لماذا يريد مقابلتي؟"... "ماذا يريد مني؟"..."ماهو الخطأ الذي ارتكبته؟"..."هل سيقوم بفصلي من العمل؟".. وتتوقع بالتالي كل السلبيات, أليس كذلك؟... ولكن في نفس الوقت هل من الممكن أن يدور في خاطرك بدلا من كل هذه السلبيات, تكهنات مثل: ترى كم ستكون زيادة الراتب التي سيمنحني إياها؟؟

أشك طبعا أن يدور هذا في تفكيرك, بل إنك من الممكن أن تعود إلى بيتك بعد نهاية العمل وتقص على زوجك أنباء هذا الطلب المفاجىء من رئيسك في العمل وبالتالي سيسبب ذلك لكما المضايقات. ترى ماذا سيكون شعورك في بداية الأسبوع؟... هل أنت معنويا مرتفع أم منخفض؟ "وحياتكن هيك مكتوب ;D"... وماذا عن اليوم التالي؟... واليوم الذي يليه؟... قطعا ستكون معنوياتك منخفضة, أليس كذلك؟

وأخيرا يأتي يوم الخميس وأنت تنتظر إحدى المصائب وتفاجأ بأن رئيسك يقابلك بابتسامة عريضة قائلا "كل عام وأنت بخير اردت أن أكون أول المهنئين بعيد ميلادك اليوم"!!... وهكذا حملت كل الهموم والأحاسيس السلبية مقدما وبدون أي سبب..

في كتابه "كيف توقف القلق والأحاسيس السلبية" قال ديل كارنيجي "إن أكثر من 93% من الأحداث التي نعتقد أنها ستسبب بالإحساسات السلبية لن تحدث أبدا, و 7% أو أقل لا يمكن التحكم فيها مثل الجو أو الموت مثلا".

كطبيعة البشر نحن كثيرا ما نتحدث إلى أنفسنا ونتوقع السلبيات, وقد أجرت إحدى الجامعات في كاليفورنيا دراسة على التحدث مع الذات عام 1983 وتوصلت إلى أن أكثر من 80% من الذي نقوله يكون سلبيا ويعمل ضد مصلحتنا ولك أن تتخيل مدى تأثير هذا الكم الهائل من السلبيات... والآن أريد أن أكلفك بعمل شيء بسيط وهو كلما انهمكت في التفكير فعليك أن تتوقف وتدون النقاط التي كنت تفكر فيها وستندهش من الكم الهائل من الطاقة الضائعة في القلق والسلبيات التي أثقلت ذهنك.

وهناك مفاجأة أخرى حيث أن البحث لم يصل إلى تلك النتائج فقط بل توصل أيضا إلى أن هذا القلق يتسبب في أكثر من 75% من الأمراض بمافي ذلك ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية, أي أنك بكامل إرادتك تتحدث إلى نفسك و تفكر بطريقة سلبية وايضا تصاب بالمرض ولا تحتاج لأي مساعدة من أحد لإنجاز كل ذلك. :o

قال د. وين داير في كتابه "الحكمة في حياتنا اليومية": "ما يفكر فيه الناس ويتحدثون عنه يتزايد ويصبح أفعالا"... 

عن كتاب "قوة التحك بالذات" للدكتور ابراهيم الفقي..
المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية...

Aucun commentaire

Enregistrer un commentaire

بضس